الخميس 31 أكتوبر 2024 | 11:24 ص

خبير آثار يؤكد: دير سانت كاترين والمواقع الأثرية بسيناء محمية بقانون الآثار ومسجلة كتراث عالمي

شارك الان

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو المجلس الأعلى للثقافة بلجنة التاريخ والآثار، أن ما يتم تداوله بشأن إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وإبعاد الرهبان، هو مجرد إشاعات مغرضة تهدف إلى تشويه مشروع "التجلي الأعظم" الذي يشهد تنفيذه رعاية من القيادة السياسية ومتابعة من رئيس الوزراء ومحافظ جنوب سيناء، ومن المتوقع افتتاح مرحلته الأولى في أبريل القادم.

وأوضح ريحان أن الدير مسجل كأثر تاريخي مصري منذ عام 1993 بموجب القرار الوزاري رقم 85، ويعد جزءًا من التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 2002. ويخضع هذا الصرح التاريخي، التابع لطائفة الروم الأرثوذكس، لقانون حماية الآثار ويعتبر من أبرز المعالم في المدينة المسجلة كتراث عالمي استثنائي.

وأضاف ريحان أن الدير والأراضي المحيطة به محمية بقرارات وزارية متتابعة، ومنها القرار رقم 905 لعام 1997، الذي يعتبر كافة الأراضي ضمن نطاق دير سانت كاترين أراضي أثرية. كما تخضع مناطق أخرى بجبل موسى ومواقع أثرية حول فيران وكاترين لحماية قانون الآثار بموجب القرار الوزاري رقم 1069 لعام 2008.

وأشار الدكتور ريحان إلى دور الرهبان في حماية الدير منذ تأسيسه في القرن السادس الميلادي، حيث تعايشوا بسلام مع المجتمعات المحلية وساهموا في حماية الموقع عبر العصور. كما ذكر موقفًا تاريخيًا لمطران الدير الأب ديمتري دميانوس، الذي نزع علم الاحتلال الإسرائيلي ورفع العلم المصري على بوابة الدير خلال احتلال سيناء، ما أدى إلى اعتقاله مؤقتًا، لكن هذا الموقف يجسد الروح الوطنية للكنيسة ودورها في حماية التراث.

كما نوه ريحان إلى العلاقة الوثيقة بين الرهبان وأهالي سيناء، حيث كانت القبائل المحلية توفر خدمات الحراسة والمؤن للرهبان مقابل أجر. وتستمر هذه العلاقات حتى الآن، حيث تساهم قبيلة الجبالية في خدمة الدير وتوفير الجمال للسياح لصعود جبل موسى.

وفي سياق متصل، ذكر ريحان أن مدينة سانت كاترين تشهد حاليًا نهضة أثرية وثقافية بفضل جهود متواصلة لحماية مقتنيات الدير وتطويره، ومن أبرز هذه الأعمال ترميمات شاملة شملت الكنائس والمكتبة، بالإضافة إلى إنشاء متحف للأيقونات والمقتنيات الثمينة التي يضمها الدير، مثل كف القديسة كاترين والأيقونات والمخطوطات النادرة.

وأكد ريحان أن مشروع "التجلي الأعظم" يشمل ترميم المكتبة الغربية وكنيسة القديس اسطفانوس، بجانب تدابير لحماية المخطوطات الهامة، كنظام إطفاء تلقائي وكاميرات مراقبة. كما يشمل تطوير مسار النبي موسى من وادي الراحة إلى جبل موسى، ويأتي هذا كله ضمن جهود تعزيز موقع سانت كاترين كأحد أهم المعالم التاريخية والثقافية والدينية بمصر والعالم.